مقدمة
لمدينة دمنهور مواقف خالدة عبر التاريخ
و لا نبالغ إذا قلنا أن إقليم البحيرة هو البوابة الخلفية لصناعة الحدث في مصر عبر العصور المختلفة فقد كانت البحيرة أرض الثورات و الانتصارات و نخص بالذكر هنا دمنهور الباسلة و المجهولة حيث كان قدر مصر دائما ألا يخلد إلا تاريخ عاصمتها فقط على انه تاريخ مصر كلها و اكبر دليل على ذلك تجاهل دور شعب البحيرة في الدفاع عن مصر ضد الحملة الفرنسية و الذي لا يمكن تجاهله بأي شكل من الأشكال حيث كانت مقاومة أهل البحيرة مقاومة عنيفة
و من الجدير بالذكر أن لدمنهور دور جهادي مجهول لا يقل بأي شكل عن جهاد جروزني الباسلة أو قطاع غزة الصامد ،دمنهور التي قدمت ما يزيد على الألف وخمسمائة شهيد في إحدى معاركها مع الحملة الفرنسية على مصر علما بأن هذا العدد يكاد يقارب خمس سكان المدينة في ذلك الوقت كما أن هؤلاء الشهداء قد سقطوا في معارك الفداء و ليس هذا وحسب بل لقد واصلوا الجهاد بعد ذلك ضد محمد بك الألفي عميل الإنجليز حتى تمكنوا من دحضه عن أرضهم و تثبيت محمد علي في حكم مصر حيث تعد دمنهور هي صاحبة الدور الرئيسي في هذا الامر ، و نحن لا نريد أن نمن بوطنيتنا أو ندعي شرفا ليس لغيرنا مثله من مدن مصر– فإذا أردنا ذكر بطولات المدن المصرية فسنعجز عن الحصر فنحن لا ننسي بطولات دمياط و المنصورة و رشيد و ميت غمر (التي احرقها الفرنسيون هي و طنطا عقابا لهما على وطنيتهما ) وكذلك زفتا و رشيد و الرحمانية وشبراخيت و المحمودية و أسيوط والمنيا و الإسكندرية.
و كانت البحيرة تشتهر لدى العثمانيين بانها أرض الثورات و أنها لا ترضى الظلم و الدليل على ذلك أنه في عام 1148 هجرية طلب الباب العالي من مصر ثلاثة آلاف جندي للمحافظة على الأمن في بغداد بشرط الا يكونوا من الثوار و خاصة أهل البحيرة .
و نود أن نذكر في هذا الصدد - و نحن نتحلى بأقصى درجات الأدب و ضبط النفس – أن من يزعم أن الشعب المصري شعب خامل أو خانع مقارنة بغيره بأنه لم ير غيره ومن يزعم بأنه شعب سلبي على مر التاريخ بأنه يجهل التاريخ و بأنه يعيش حالة من الجهل المطبق حيث لا يعلم أنه جاهل،و الغريب ان البعض يتجرأ على ذلك و هو لا يعلم أن اصغر حاره في مدينته التي يقيم بها رويت بدماء العشرات من الشهداء في فترة يصفها المؤرخون بأنها من أحط فترات التاريخ المصري فما بالنا بفترات السمو
وقد كان هذا العرض التاريخي البسيط رد عملي على كل من يظن أن شعبنا ذليل بالوراثة ، و أنا لا أبالغ إذا زعمت أن معظم الصفوة و النخب تردد في مجالسها الخاصة ما يسيء الى شعب مصر و كل من يقول ذلك يستثني نفسه طبعا من الصفة التي يسم بها بلده و بعض القيادات و المثقفين يبرر فشله او تقاعسه عن أداء واجباته بالإساءة لهذا الشعب بل الأدهى من ذلك ان بعض القائمين على امور الوعظ و الارشاد الديني يبررون عدم تأثر الناس بهم بالاساءة لهذا الشعب ، قد يستغرب البعض هذا الزعم و لا يصدقه و هذا طبيعي لأن ما أرد عليه من خلال ذلك البحث لم ينشر كرأي علمي و لا يقال أمام ملاء من الناس و لكنه حديث المجالس الخاصة و الأبواب المغلقة .
و إليكم القليل من تاريخ مدينة واحدة من مدن مصر المرابطة إلى قيام الساعة بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم(مع بعض لفتات الى بعض بطولات البحيرة)
معظم بيانات هذا العرض التاريخي المبسط ماخوذة عن كتاب
اقليم البحيرة
صفحات مجيدة من الحضارة و الثقافة و الكفاح
تاليف : محمد محمود زيتون
دار المعارف 1962
تقديم السيد وجيه اباظة الذي طبعا الكتاب على نفقة المحافظة
و بيانات اخرى ماخوذة من كتاب الفتح الاسلامي لمصر
تاليف الاستاذ عوض القهوجي
و كتاب جولة تاريخية في حياة الخلفاء الراشدين
محمد السيد الوكيل
هذا العرض تمت كتابته في ديسمبر عام 2000
و لم اراجعه منذ هذا التاريخ بشكل كاف و ارحب بالتنقيح و الاضافة و التصحيح
لمدينة دمنهور مواقف خالدة عبر التاريخ
و لا نبالغ إذا قلنا أن إقليم البحيرة هو البوابة الخلفية لصناعة الحدث في مصر عبر العصور المختلفة فقد كانت البحيرة أرض الثورات و الانتصارات و نخص بالذكر هنا دمنهور الباسلة و المجهولة حيث كان قدر مصر دائما ألا يخلد إلا تاريخ عاصمتها فقط على انه تاريخ مصر كلها و اكبر دليل على ذلك تجاهل دور شعب البحيرة في الدفاع عن مصر ضد الحملة الفرنسية و الذي لا يمكن تجاهله بأي شكل من الأشكال حيث كانت مقاومة أهل البحيرة مقاومة عنيفة
و من الجدير بالذكر أن لدمنهور دور جهادي مجهول لا يقل بأي شكل عن جهاد جروزني الباسلة أو قطاع غزة الصامد ،دمنهور التي قدمت ما يزيد على الألف وخمسمائة شهيد في إحدى معاركها مع الحملة الفرنسية على مصر علما بأن هذا العدد يكاد يقارب خمس سكان المدينة في ذلك الوقت كما أن هؤلاء الشهداء قد سقطوا في معارك الفداء و ليس هذا وحسب بل لقد واصلوا الجهاد بعد ذلك ضد محمد بك الألفي عميل الإنجليز حتى تمكنوا من دحضه عن أرضهم و تثبيت محمد علي في حكم مصر حيث تعد دمنهور هي صاحبة الدور الرئيسي في هذا الامر ، و نحن لا نريد أن نمن بوطنيتنا أو ندعي شرفا ليس لغيرنا مثله من مدن مصر– فإذا أردنا ذكر بطولات المدن المصرية فسنعجز عن الحصر فنحن لا ننسي بطولات دمياط و المنصورة و رشيد و ميت غمر (التي احرقها الفرنسيون هي و طنطا عقابا لهما على وطنيتهما ) وكذلك زفتا و رشيد و الرحمانية وشبراخيت و المحمودية و أسيوط والمنيا و الإسكندرية.
و كانت البحيرة تشتهر لدى العثمانيين بانها أرض الثورات و أنها لا ترضى الظلم و الدليل على ذلك أنه في عام 1148 هجرية طلب الباب العالي من مصر ثلاثة آلاف جندي للمحافظة على الأمن في بغداد بشرط الا يكونوا من الثوار و خاصة أهل البحيرة .
و نود أن نذكر في هذا الصدد - و نحن نتحلى بأقصى درجات الأدب و ضبط النفس – أن من يزعم أن الشعب المصري شعب خامل أو خانع مقارنة بغيره بأنه لم ير غيره ومن يزعم بأنه شعب سلبي على مر التاريخ بأنه يجهل التاريخ و بأنه يعيش حالة من الجهل المطبق حيث لا يعلم أنه جاهل،و الغريب ان البعض يتجرأ على ذلك و هو لا يعلم أن اصغر حاره في مدينته التي يقيم بها رويت بدماء العشرات من الشهداء في فترة يصفها المؤرخون بأنها من أحط فترات التاريخ المصري فما بالنا بفترات السمو
وقد كان هذا العرض التاريخي البسيط رد عملي على كل من يظن أن شعبنا ذليل بالوراثة ، و أنا لا أبالغ إذا زعمت أن معظم الصفوة و النخب تردد في مجالسها الخاصة ما يسيء الى شعب مصر و كل من يقول ذلك يستثني نفسه طبعا من الصفة التي يسم بها بلده و بعض القيادات و المثقفين يبرر فشله او تقاعسه عن أداء واجباته بالإساءة لهذا الشعب بل الأدهى من ذلك ان بعض القائمين على امور الوعظ و الارشاد الديني يبررون عدم تأثر الناس بهم بالاساءة لهذا الشعب ، قد يستغرب البعض هذا الزعم و لا يصدقه و هذا طبيعي لأن ما أرد عليه من خلال ذلك البحث لم ينشر كرأي علمي و لا يقال أمام ملاء من الناس و لكنه حديث المجالس الخاصة و الأبواب المغلقة .
و إليكم القليل من تاريخ مدينة واحدة من مدن مصر المرابطة إلى قيام الساعة بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم(مع بعض لفتات الى بعض بطولات البحيرة)
معظم بيانات هذا العرض التاريخي المبسط ماخوذة عن كتاب
اقليم البحيرة
صفحات مجيدة من الحضارة و الثقافة و الكفاح
تاليف : محمد محمود زيتون
دار المعارف 1962
تقديم السيد وجيه اباظة الذي طبعا الكتاب على نفقة المحافظة
و بيانات اخرى ماخوذة من كتاب الفتح الاسلامي لمصر
تاليف الاستاذ عوض القهوجي
و كتاب جولة تاريخية في حياة الخلفاء الراشدين
محمد السيد الوكيل
هذا العرض تمت كتابته في ديسمبر عام 2000
و لم اراجعه منذ هذا التاريخ بشكل كاف و ارحب بالتنقيح و الاضافة و التصحيح